حذر باحثون ومتخصصون من تنامي ظاهرة التدخين في مصر خاصة في صفوف الشباب والنساء بمعدل يثير القلق ويزيد احتمالات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وغيرها.
وأكد المشاركون في الملتقى السنوي لمكافحة التدخين والإدمان الذي نظمته لجنة التنسيق بين النقابات المهنية بمحافظة الإسكندرية أمس الخميس أن معدلات استهلاك التبغ بين الشباب سواء الإناث منهم أو الذكور في تزايد مستمر حتى أصبح هذا الأمر اعتياديا ومن العادات الاجتماعية التي لا يستنكرها أحد.
وأوصى المشاركون بتنظيم حملات إعلانية مناهضة للتدخين في المدارس والأندية وتفعيل القوانين الخاصة بحماية غير المدخنين من التدخين السلبي في الأماكن العامة.
وحسب نقيب الأطباء بالإسكندرية محمد البنا فإن ظاهرة التدخين اتسعت لتشمل ملايين الأفراد من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية حيث أصبح من المألوف أن نرى السيدات والفتيات والأطفال يدخنون على مرأى ومسمع من ذويهم.
"
مصر تنفق ثلاثة مليارات دولار على علاج الأمراض الناجمة عن التدخين وتستهك سجائر بما يعادل ثمانية مليارات جنيه (نحو 1.5 مليار دولار).
"
تداعيات اقتصادية
وتحدث البنا عن خطورة التدخين على الاقتصاد المصري بسبب إنفاق ثلاثة مليارات دولار على علاج الأمراض الناجمة عن التدخين واستهلاك سجائر بما يعادل ثمانية مليارات جنيه (نحو 1.5 مليار دولار) سنويا وانضمام مدخن جديد كل ساعة.
وتشير أحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الوفيات من الأمراض الناجمة عن التدخين يبلغ خمسة ملايين حالة سنوياً، أي بمعدل موت شخص كل ثماني ثوان بسبب التدخين.
وأوضح استشارى الطب النفسي، لطفى الشربينى أن وفيات التدخين تفوق ضحايا كل أنواع المخدرات المعروفة مجتمعة لكنه قاتل بطيء لا ينتبه إليه أحد حيث يحتوى دخان السجائر على أربعة آلاف مركب ضار بالصحة أهمها وأشهرها مواد النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون.
وأكد الشربيني أن التدخين هو البداية للإدمان في كل الحالات تقريبا حتى تصل إلى إدمان أنواع المخدرات الأخرى وأن أحد أسباب انتشار التدخين أنه مقبول اجتماعيا وغير محظور الاستعمال أو التداول.
وعن الجانب النفسي للتدخين قال رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية أحمد أبو العزايم إن الأشخاص المدخنين تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالاكتئاب مقارنة مع الذين لم يدخنوا على الإطلاق، إلى جانب خطورة اكتساب عادات سيئة لدى صغار المدخنين والتي قد تصل إلى ارتكاب الجرائم مستقبلا.
وأشار النائب العام الأسبق محمد عبد العزيز الجندي إلى أن نسبة المدخنين في مصر تصل إلى 47% أى نصف سكان مصر تقريبا سوف يتعرضون للوفاة بسبب التبغ، وأن مئات الآلاف من غير المدخنين يموتون كل عام بسبب الأمراض الناجمة عن التدخين السلبي.
المشاركون بالملتقى يدعون لتكثيف الحملات في صفوف الشباب (الجزيرة نت)
تدخين الطلاب
وفي السياق أوردت ممثلة منظمة الصحة العالمية هبة محمد فؤاد إحصائيات تشير إلى أن نسبة التدخين في صفوف الشباب المصري هي واحد من كل سبعة طلاب من بينهم 12% يستهلكون التبغ عن طريق الشيشة.
كما تشير الإحصائيات إلى أن 75% تقريبا من الطلاب يحصلون بأنفسهم على السجائر بسهولة وأن 45.5% من الطلاب معرضون للتدخين السلبي في الأماكن العامة.
وطالبت ممثلة منظمة الصحة العالمية بوضع نظام مستمر للترصد خاصة بين الشباب وتوعية تلك الفئة الاجتماعية وتفعيل القوانين الخاصة بمنع الدعاية والإعلان والترويج لجميع منتجات التبغ.