ـ تثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبين الله الحكمة في ذلك فقال تعالى"وقال الذين كفروا لولاانزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا" سورة الإسراء. ونزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم متفرقاً بما يثبت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم ويقوي موقفه الجهادي في مواجهة التحديات التي تنتظره،ويعزيه عما يلاقيه من مصائب، ويفتح أمامه أبواب الأمل حتى لايتسرب اليأس إلى نفسه ، ويأخذ به الحزن ويستولي عليه ، قال تعالى "قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين "النحل. ويقول سبحانه" قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين "البقرة .
2ـ تحدي المشركين والرد عليهم.
إن المشركين كانوا يأتون بكل وسيلة من أجل تعجيز النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ، يسألونه أن يصير لهم البلاد عيونا وأنهاراً وحدائق ، ويرقى في السماء ، وتنزل الملائكة ،ويسألونه أن يتنزل عليهم العذاب "وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَاب أَلِيم" فيرد الله عليهم " وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" الأنفال.
3ـ التدرج في معالجة الحوادث وتثبيت التشريع في الأرض.
فمسايرة الحوادث والتدرج في التشريع يعد من أبين الأسباب التي جعلت الشارع ينزل القرآن منجماً، كتدرج القرآن الكريم في تحريم الخمر ، والربا ، ومن التدرج في التشريع النسخ.
4ـ تيسير حفظه وفهمه.
لقد نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لايقرأ ولا يكتب ،وأرسل إلى أمة أمية في أغلبها قال الله تعالى"هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"الجمعة. ومع أول آية من الوحي " إقرأ"
تكون أمة قد فتحت باباً جديداً في الحياة ، ومع نزول القرآن كاملاً في ثلاث وعشرين سنة صارت أمة متمكنة في الارض ،ومستخلفة فيها .قال الله تعالى " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفُنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ " .
والله ولي التوفيق