ذالك الصباح ... حين ايقظتك
وجاني صوتك على الهاتف
مسكونا بالنعاس والبراءاة ,
شعرت بانني ولثانية
لمحت وجهك الحقيقي العتيق ...
وكما تضئ ومضة البرق كل شئ لبرهة ،
شاهدت عبر صوتك الصباحي
حقولك وجبالك ووهادوك
وكانت فسيحة مترامية
مثل كوكب الامير الصغير...
كانت مخالبك ماتزال نائمة,
وانيابك ماتزال مسترخية ,
ومخاوفك وشكوكك وبالتالي شراستك ماتزال تغط في النوم..
وجاءني وصوتك عذبا ..مسكونا بلهفة المراهقين ,
ينبض حرارة وانت تقول : (( صباح الخير حبيبتي ))
حين تكون هكذا.... لا املك الا ان احبك ,
حين تكون نصف نائم , نصف يقظان ,
تصير رجل الحب المثالي ...
تصير حنانا بلا شكوك... ولهفة بلا ذاكرة وعطاء بلا مخاوف
ولكنك حين تستيقظ
تصير رجلين.. رجل يحب , واخر يحاسب
رجل يقول انه سيمنح الى الابد
واخر يهمس ساخرا : اي ابدا ايها المراهق
انت فان ... والحب فان
وكل ماتقوله او تفعله ليس جديدا
سبق لك ان قلته
وسبق للرجال ان فعلوه وكرروه نصف مليون عام !.
ها انت قريب على مرمى دمعة مني ,
وبعيد على مرمى عمر ّ...
ايها الشقي .. كيف ضيعتك في زحامي
ايها الشقي .. كيف صدقت زحامي ,
كيف صدقت زحامك.....
ايها الشقي , اكرر:
الصداقة مشروع حب , والحب مشروع جرح
فهل في صدرك موضوع لطعنة ؟...
بل الصادقة مشروع خيانة ..
والخيانة مشروع ضجر ..
والضجر يقظة ..
فهل لديك لحظات , بين النوم واليقظة
بين الخدر التام والوعي التام
نعيشها معا
قبل ان نغرق من جديد في رتابة النوم او بلادة اليقظة ؟...