حذرت الجمعية الامريكية للعلاج الطبيعي الآباء حول حمل الحقيبة المدرسية
على الظهر بشكل خاطئ او كونها ثقيلة للغاية قد يجعل الاطفال عرضة بشكل
متزايد لاصابات الظهر والاجهاد العضلي.
واظهرت نتائج دراسة حديثة بشأن حمل التلاميذ حقائبهم المدرسية على الظهر
منذ ماقبل المدرسة وحتى صف الثالث متوسط ان التغيرات غير الصحية في وضع
الجسم تتعاظم اذا كان وزن الحقيبة التي تحمل على الظهر يزيد على عشرة الى
خمسة عشر في المائة من وزن جسم الطالب او الطالبة وتوصي الجمعية الامريكية
للعلاج الطبيعي ان يكون وزن الحقيبة المدرسية دون هذه الحدود.
وتحذر ماري ويلمرث اخصائية العلاج الطبيعي وعضو الجمعية الامريكية في بيان
صدر عن الجمعية المذكورة من ان الاصابات قد تحدث حين يلجأ الطفل الذي يحمل
حقيبة ظهر ثقيلة الى تقويس الظهر والانحناء للامام والالتواء او الميل لاحد الجانبين
وهذه التغيرات في وضع الجسم يمكن ان تتسبب في حدوث خلل في العمود الفقري
كما تتسبب الحقيبة المدرسية المحمولة على الظهر بشكل غير مناسب وحين تكون
ثقيلة للغاية ايضا في جعل العضلات تعمل بشكل اكثر قسوة مما يؤدي الى اصابتها
بالتوتر والاجهاد وجعل العنق والكتفين والظهر اكثر عرضة للاصابة ووجدت ويلمرث
في دراسة حديثة ان ايضا طلاب الجامعات ليسوا بمعزل عن الاصابة ذات الصلة
بحمل حقائب الظهر موضحة انهم يكونون عرضة لذلك حين يحملون بشكل خاطىء
حقائب ظهر ثقيلة.
وتقدم الجمعية الامريكية للعلاج الطبيعي هذه الافكار المفيدة لحمل حقيبة الظهر
بشكل امن:-
- استخدام الحزامين معا هو امر مهم.
- تعليق حقيبة الظهر في كتف واحد باستخدام حزام واحد هو وضع خاطىء حيث
ان ذلك يجعل جانبا من الجسم يتحمل وطأة الوزن .
- وضع الحزامين على الكتفين حيث يكون وزن حقيبة الظهر موزعا بشكل افضل
مما يجعل وضع الجسم افضل .
- يجب وضع حقيبة الظهر فوق عضلات منتصف الظهر.
- وجوب ارتكاز حقيبة الظهر بشكل متساو في منتصف الظهر.
- احزمة الكتفين يتعين تعديلها للسماح للطفل بحمل وخلع حقيبة الظهر بسهولة ويسر.
- شد الاحزمة بحيث لاتصل الحقيبة الى تحت الظهر .
- تخفيف ماتحمله حقيبة الظهر تقترح الجمعية الامريكية للعلاج الطبيعي تنظيم
محتوياتها بوضع الاشياء الاثقل في وضعية اقرب الى الظهر .
- ترى دراسات ان حقائب الظهر ذات العجلات خيار جيد للتلاميذ الصغار الذين
لايغيرون فصولهم او يحتاجون الى صعود ونزول الدرج بشكل متكرر ومع ذلك
فهناك اجراءات وقائية يتعين اخذها في الاعتبار مع استخدام حقائب الظهر ذات
العجلات ايضا فعلى سبيل المثال يجب ان يكون المقبض الذي يمسك بالحقيبة
منه طويلا بدرجة كافية حتى لا يضطر الطفل الى الالتواء او الانحناء وان تكون
العجلات كبيرة على نحو كاف حتى لاتهتز الحقيبة او تنقلب.
العمود الفقري والتشوهات المكتسبة لدى الاطفال
يتكون العمود الفقري في جسم الانسان من مجموعة من الفقرات التي يتوسطها
تجويف يمر من خلاله الحبل الشوكي والذي يتفرع منه مجموعة من الاعصاب
تمتد الى الجذع والاطراف العلوية والسفلية وتجمع هذه الفقرات مع بعضها البعض
كتل من الاربطة والعضلات وتفصلها وسائد غضروفية تمنع احتكاك العظام مع بعضها.
يتميز سن الطفولة بالنمو المتسارع لجميع اجهزة واعضاء الجسم بما فيها الهيكل
العظمي وتتأثر تلك العظام بالمؤثرات الخارجية لاسيما اذا كانت مستمرة ففي الاطفال
الاصغر سنا يبدو التقوس في الساقين احد مظاهر تشوه العظام نتيجة لنقص الكالسيوم
عندهم ونجده لايظهر في كثير من الاحيان الا عندما يستعمل الطفل قدميه لحمل جسمه
اثناء الوقوف او المشي. وفي حال تعرض الجسم لمثل تلك المؤثرات بشكل مستمر
او متقطع ومتكرر فان ذلك قد يؤدي الى تكوين تشويه للعضو الضحية لاسيما وانه
كما ذكرنا في طور النمو. وفي حال حمل الحقيبة او أي حمل ثقيل قد يؤدي الى انحراف
العمود الفقري وانحنائه او عمل اجهاد او تمزق عضلي في المنطقة المشدودة. فضلا
على ان أي تغير للفقرات عموما قد يؤدي الى الضغط على الاعصاب المتفرعة من
الحبل الشوكي محدثا بذلك تغيرات حسية وحركية فضلا عن الالم المصاحب وهذا
مايحدث عادة في البالغين عند اصابتهم بانزلاق غضرفي ونلاحظ ان ذلك يتركز
عادة وبكثرة في فقرات دون اخرى نتيجة لان تلك الفقرات تمثل محورا حركيا وارتكازا
للعديد من الحركات اليومية التي يؤديها المصاب في حياته اليومية. ولا يقتصر الضرر
فقط على الاختيار والحمل غير الصحيح للحقيبة المدرسية بل يمتد الامر الى ضرورة
اخذ الوضعية السليمة عند حمل بعض الاشياء الثقيلة سواء للاطفال او البالغين فلا ينبغي
مثلا حني الجسم بوضعية الركوع لحمل بعض الحاجيات الثقيلة اذ ان ذلك يضع ارتكاز
ذلك الحمل في نقطة واحدة من الظهر وعدم توزيع الثقل على الفقرات جميعا مما قد يؤدي لاسمح الله لانزلاق غضروفي قد يعاني منه الشخص بشكل مزمن في حين انه يستطيع
تفادي ذلك باتباع الطريقة الامنة لحمل مثل تلك الاشياء الثقيلة.
كذلك ينبغي الانتباه الى وضعية جلوس ابنائنا الطلاب وخاصة الصغار منهم على مقاعد
الدراسة بطريقة صحيحة وعدم الجلوس بظهر مقوس اذ ان ذلك يحمل ضررا لايقتصر
فقط على العمود الفقري والهيكل العظمي فحسب بل ان ذلك قد يطال جميع اعضاء
الجسم الداخلية بما فيها الدورة الدموية ومان وصول الدم وتدفقه بشكل مرن وسهل
الى حميع انحاء الجسم ..