ورود الطبيعة اداريه
عدد الرسائل : 1580 العمر : 31 الاوسمه : الاوسمه : اعلام : مزاجي : دعائي : تاريخ التسجيل : 03/08/2008
| موضوع: صديقي ايها الفقيد السبت 16 أغسطس 2008, 12:25 | |
| للأسف الشديد لم اعرف حقيقة فقدك إلا بعد رحيلك إلى العالم الآخر مدة طويلة وهكذا نحن الناكرين للمعروف لا ندرك قيمة ما بين يدينا إلا بعد فقده
تحتبس الدمعة وتخنقني العبرة عندما أفتش عنك في وجوه البشر فلا أرى سوى خيالك الكريم يحيط بي ولا اسمع
سوى ضحكاتك العالية التى تطلقها عند لقائتنا المتنوعة اثناء محاوراتنا ونقاشاتنا في أيام الدراسة وبعدها في
مشاويرنا العامة ماذا اقول؟ وماذا اتذكر؟ ذلك الإنسان الذي يقطع المسافات الشاسعة على قدمية ليطمئن علي .
ذلك الإنسان الذي كان محروما من حنان الأب ووضعني بمثابة الأخ والأب بالنسبة إليه رغم صغر سني .
ذلك الإنسان الذي بمجرد أن يسمع أية كلمة تسيئ إلي أو تجرحني يرد عني بأشد
الكلمات ولا يفكر في النتائج .
ذلك الإنسان الذي إن رأى أي محاولة إعتداء علي يقف بكامل جسده النحيل يذود عني
بكل شجاعة ولا يبالي مدى ما يمكن أن يصيبه .
كانت الفكرة المجنونة في رأسه أن انجوا أنا فقط وبعدها يحصل ما
يحصل .
إن انسى فإنني لا انسى صرخته التى اطلقها ذات يوم وانا العب الكرة بعدما اصابتني إصابة بالغة أفقدتني
الوعي عندها لم أرى سوى خيال من بعيد يصرخ بإسمي ويركض بأقصى سرعة ليحملني بين يديه إلى اقرب مكان
للعلاج ولا زالت رشات الماء وطبطبات يديه على خدي ماثلة امامي وقطرات من الدموع الساخنة تتساقط على وجهي
وهو يردد دون شعور كلمات متوالية لا افهم لها معنى إلا انني ادرك أنه يقصد بها الإطمئنان علي ولم يهداء له بال إلا
بعد أن رأتي استعت وعيي .
عندها رأيت كل الناس المحيطين بنا تقف مشدوهة امام هذا المشهد الغير متوقع من هذا الإنسان البسيط المنبوذ
من الأغلبية المريضة النفوس المتعالين على الناس بمركزهم القبلي أو الإجتماعي الذي رسمه لهم مجتمهم
المعاش.
وعندها فقط أدركت كم هو الكنز الثمين الذي امتلك بين يدي وبعدها لم أفارق هذا الإنسان ليل نهار رغم
بعد المسافة التى تفرق بين بيوتنا ورغم وعورة الطريق للوصول بين بعضنا البعض نظرا لبيئتنا الجغرافية التى لا تسمح
بالمواصلة الدائمة إلا انن اقسمت على نفسي بالتواصل الدائم معه ورغم دخول الواشين والحساد بينا إلا انني حاولت
جاهدا وأخي أن نقف أمام هذة الزوابع .
وبعد فقد فرقتنا الأيام بعد الدراسة وكنا على تواصل شبه دائم ولكنه كانت الحميمية لا تفارقه حتى حين اضطر لترك
الدراسة مبكرا للعمل نظرا لظروفه الصعبة ولكني ظللت على منوال المحافظة على تواصله قدر ما املك من
ظروف ....وذات يوم جأني الخبر الذي صعقني دون مقدما بكل بساطة (فلان رحل) احسست أن جبال العالم تقبع فوق
كاهلي واصبت بالذهول واحسست أن الدنيا تدور بي فأرى كل شي ينهار أمامي ولم يسمع من كان معي حينها إلا
نشيج متواصل ودموع لا تتوقف وآهات حرة حريقا يمزق نياط قلبي ولكني سلمت الأمر ولكن ظل هذا الحزن الداخلي
يكتسح كياني وبكاء يمزق أضلعي كلما مر طيفه على مخيلتي أو جمعني أي موقف يذكرني به واقف عاجزا عن فعل
شي وأجد أوصالي ترتجف ولا زال جرح الفقد لهذا الإنسان النادر في حياتي ينزف ويتسع مع تقدم الأيام والسنون.
والآن رغم اكثر من عشر سنوات على رحيل هذا الإنسان العظيم في حياتي
لا زالت له المكانة في القلب لم ولن تتغير واتمنى ان تسمح لي الظروف برد جميله على الوجه الذي يستحق.
فها هناك من دخل هذة الجنة الصداقية وخرج منها غارقا في دياجير هذا الحلم إلى الأبد ولم يره على واقع الحياة منذ يومئذ؟
وهل هناك من تجرع مرارة مثل هذا الفقد ولم يستطع تعويضة مع أي انسان رغم محاولاته الجادة في ذلك؟
....من نزف قلمي....
...سبق نشرها في منتدى آخر ...للعلم... | |
|
مدير المنتدى Admin
عدد الرسائل : 2375 العمر : 34 الجنس : دعائي : تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: رد: صديقي ايها الفقيد السبت 16 أغسطس 2008, 18:58 | |
| مشكوووووووووووووووووووره اختي تسلم يدك ع الموضوع رائع
| |
|
ورود الطبيعة اداريه
عدد الرسائل : 1580 العمر : 31 الاوسمه : الاوسمه : اعلام : مزاجي : دعائي : تاريخ التسجيل : 03/08/2008
| موضوع: رد: صديقي ايها الفقيد السبت 16 أغسطس 2008, 20:53 | |
| العفوا مديرنا زشكرا الك على المرور | |
|